واصل بوروسيا دورتموند هذا الأسبوع الترنح والسقوط، ولكن ما زاد كان السقوط الأوروبي الأول أمام آرسنال رغم أنه غير مؤثر على مستقبل الفريق بدوري الأبطال، مع تعادل مخيب للآمال أمام بادربورن في البوندسليجا وإصابة قوية جدًا لماركو رويس ستبعده حتى نهاية العام الحالي.

ليبقى الأمر الغريب، كيف بوروسيا دورتموند يتعادل مع بادربورن بعد تقدمه عليه بهدفين نظيفين؟ كيف بوروسيا دورتموند يحتل المركز 16 في ترتيب البوندسليجا بعدما كان ينافس عليها ويحققها آخر 4 مواسم؟ كيف بوروسيا دورتموند يقدم هذا الأداء السلبي جدًا أمام آرسنال، هل هو استهتار لضمان الوصول؟ أم غير ذلك.

نتائج دورتموند حقًا أصبحت محل جدال، ولكن ما هي أسباب تلك الأزمة المحلية التي بدأت في أن تكون أوروبية بالهزيمة من آرسنال؟

الإصابات
ربما أن الإصابات لها عاملًا فعّالًا للغاية على بوروسيا دورتموند وخصوصًا في أول الموسم، فقد دخل الفريق البوندسليجا بدون الكثير من اللاعبين كنوري شاهين وماتس هوملس وماركو رويس مع عدم وجود لاعبين لديهم القدرة على تعويضهم بالصورة المناسبة، أو حتى حلولًا من المدرب يورجن كلوب لتدارك الموقف.

الإصابات بدأت في النهاية من دورتموند في الأونة الأخيرة بصورة ملحوظة، فقد عاد كوبا، جوندوجان، بيندر، كيل، شاهين.. إلا أنها حقًا لها دورٌ موثرٌ عندما ترتبط بإصابة أهم ثنائي في الفريق بصورة شبه مستمرة، ماتس هوملس وماركو رويس.

أداء متواضع للحارس
يُقدِّم في الفترة الحالية رومان فايدنفيلر، حارس مرمى بوروسيا دورتموند، أسوأ أداء له منذ مدة طويلة جدًا، فمن يتابع مباريات دورتموند المحلية سوف يعرف أن نسبة 99 % من الأهداف التي تهز شباك أسود الفيستيفاليا فايدنفيلر هو السبب الرئيسي فيها.

حتى مباراة بادربورن الأخيرة هو من يتحمل الهدفين، وهدف سانوجو أمام آرسنال كان بمقدوره فعل شيء بدلًا من الخروج العجيب وفتح قدميه بالصورة الأعجب، الكثير من المباريات هو سبب الأهداف فيها.

مع خوف يورجن كلوب من إقحام لانجيراك الحارس الاسترالي البديل لقلة خبرته، يظل دورتموند لديه نقطة ضعف كبيرة جدًا للحارس فايدنفيلر الذي فرض نفسه العام الماضي على يواخيم لوف للانضمام للمنتخب الألماني ولكنه هذا العام يفرض نفسه على العودة إلى دكة البدلاء في فريقه!.

معوض ليفاندوفسكي = 0
في السنوات الأخيرة لدورتموند ومنذ نهضته، دائمًا وأبدًا ما يكون المهاجم الصريح له دور الأسد في الانتصارات، لوكاس باريس ثم روبرت ليفاندوفسكي، مع رحيل ليفاندوفسكي متجهًا إلى دورتموند توجهت أنظار كلوب للثنائي تشيرو إيموبيلي وأدريان راموس لتعويضه.

في الحقيقة أن أدريان راموس رغم أنه لم يلعب لفترة طويلة لكنه كان أفضل بكثير من إيموبيلي، فهو لديه حاسة التسجيل موجودة ويستطيع أن تعتمد عليه ولكن ليس كليفاندوفسكي مثلًا، أما إيموبيلي فهو الصفقة الخاسرة الأكبر لدورتموند، لاعب يميل للتعامل بفلسفة ولا يمكن الاعتماد عليه في مباراة مغلقة مع أي فريق في العالم.

يفسر ذلك أنه يؤدي بصورة جيدة في دوري الأبطال حيث تكون الفرق فاتحة لخطوطها بصورة واضحة، أما إذا أغلقت أمامه المساحات يصبح دورتموند بـ 10 لاعبين، وقد اتضح أن كلوب لم يعد مقتنعًا به كما كان من قبل بإجلاسه لفترة طويلة على دكة البدلاء هو وراموس والاعتماد على أوباميانج.

ولكن الأزمة أن أوباميانج (كمهاجم) لا يقل سوء عنهما، فهو يعتمد على سرعته في المقام الأول ويمكن إيقافه لو تمت مراقبته من قلب دفاع قوي، بالتالي فلا يوجد معوض لليفاندوفسكي مما ينتج عليه عقم هجومي لم يرَه مشجعي الفريق الأصفر من فترة فان مارفيك في دورتموند.

أهل الثقة لا أهل الكفاءة
من أسوأ الأمور في يورجن كلوب اعتماده شبه الدائم على أهل الثقة لا أهل الكفاءة، اللاعبون الذين يثق فيهم لا اللاعبون الذين يستطيعون اللعب، مثل اللاعب كيفن جروسكرويتس، والذي يفتقد للمهارة أو السرعة ويلعب على الطرف على حساب آخرين، إضافة ليويتش وحـديثًا معهم كاجاوا الذي يعيش أسوأ مراحله على الإطلاق.

أهل الثقة بالنسبة لكلوب من تستطيع الاعتماد عليهم في أي مركز، فجروسكرويتس لا يمانع من اللعب كحارس مرمى مثلًا، وهذه أزمة، لأن النتيجة تكون عدم الاعتماد على لاعبين أفضل منهم فقط للثقة بهم.

يورجن كلوب نفسه
أن تستمر بنفس الطريقة لمدة 4 أو 5 مواسم، بالتأكيد أن الأندية ستحفظ طريقة لعبك، الآن أصبحت كل الفرق أمام دورتموند تقف صفين أمام المرمى وتغلق الأطراف بالتالي عقم هجومي، مع الاعتماد على هجمات مرتدة ببطء جينتر وسوبوتيتش وسوكراتيس وضعف فايدنفيلر تتم إصابة المرمى بنجاح.

يورجن كلوب هو سبب أزمة بوروسيا دورتموند الأول وهو من يتحمل المسئولية وليس الإصابات أو شيء آخر، فهو من فشل في تعويض الراحلين، وهو من فشل في اللعب بالموجودين رغم أن إمكانياتهم جيدة، هو من يلعب بنفس الأسلوب ولا يجد حلولًا.

بعد كل ذلك، كيف يمكن لبوروسيا دورتموند الخروج من أزمته الحالية؟

- يجب في البداية وقبل كل شيء البدء في الاعتماد على الحارس لانجيراك مع التعاقد مع حارس مرمى آخر ككيفن تراب حارس فرانكفورت كما كان مرشحًا أو سِفن أولرايش حارس شتوتجارت، فاستمرار فايدنفيلر يعني زيادة الأهداف

- تغيير أسلوب اللعب وبدء كلوب في البحث عن وسيلة لاقتحام مرمى الخصم بدلًا من الأطراف التي أصبح من السهل إيقافها، والاعتماد في الأطراف على أوباميانج لا في العمق إضافة للاعتماد على أدريان راموس بدلًا من إيموبيلي الذي لم يحرز سوى هدفين في الدوري فقط.

- عودة واحد من الثنائي شينجي كاجاوا أو إلكاي جوندوجان إلى مستواهما المعروف قبل الإصابة أو قبل الرحيل، يعني تواجد صانع ألعاب مميز لدورتموند، هذا الأمر مطلبًا مهمًا يجب على كلوب وعييه ومحاولة تصحيحه.