ألمانيا تحتفل بعيد الميلاد السبعين ل"قنبلتها" بحزن ألمانيا تحتفل بعيد الميلاد السبعين ل"قنبلتها" بحزن
ألمانيا تحتفل بعيد الميلاد السبعين ل"قنبلتها" بحزن
لم يحسن أحد غيره فن إحراز الأهداف للمنتخب الالماني، كما هو الحال بالنسبة لغيرد مولر، مهاجم بايرن ميونيخ السابق، الملقب بـ"قنبلة الشعب"، بلغ اليوم السبعين، لكن وبسبب مرضه تحتفل به ألمانيا بحزن.
لا أحد في ألمانيا يجسد روح كرة القدم كما يجسدها الأسطورة غيرد مولر، ذلك "القصير البدين" كما كان يحلو لمدربه السابق ومكتشفه تشيك كاجكوفسكي وصفه، طبع كرة القدم الألمانية وتربع على عرش هدافيها دون منازع، في كل حركاته، ومراوغاته على الملعب، لم يكن بذهن مولر شيئ آخر، سوى تسديد الأهداف، وهو الفن الذي برع فيه لاعب بايرن ميونيخ وأسطورته معتمدا في ذلك على جميع أجزاء جسمه، من القدم إلى الرأس، بل وحتى أنه سدد هدفا ببطنه.
365 هدفا من أصل 427 مباراة دوري، بمعدل 40 هدفا في الموسم الواحد، و68 هدفا في 62 مباراة دولية، "كمهاجم، عليك أن تعرف مكان المرمى"، قال غيرد مولر يوما مضيفا و"أنا كنت أعرف أين هو".
لكن غيرد مولر لم يساير الهرج الإعلامي الذي بدأ يقترن باللعبة، إذ لم يقم بتسويق نفسه إعلاميا رغم نجاحاته، وذلك على النقيض من باقي زملائه وعلى رأسهم القيصر فرانس بيكنباور وأولي هونيس وكارل هاينز رومينيغه.
"كان دائما خجولا، رغم نصائح بيكنباور المتكررة له، وكان يفضل بعد كل مباراة الذهاب إلى بيته على الفور وتقاسم مائدة العشاء مع زوجته"، يقول الكاتب باتريكشتراسر الخبير في شؤون بايرن ميونيخ، والذي أصدر مؤخرا كتابا عن اللاعب بعنوان "غيرد مولر- قنبلة الشعب".
حين أنهى غيرد مولر، بطل العالم وبطل أوروبا والفائز بكأس الأندية الأوروبية ثلاث مرات، وبلقب الكأس أربع مرات والبوندسليغا سبع مرات، مسيرته كلاعب محترف، سقط ضحية الإدمان وبدأ بتعاطي الكحول، لولا الدعم الذي حصل عليه من رفاق الماضي، بيكنباور ورومينيغه وهونيس، هذا الثلاثي الذي ظل إلى اليوم سندا له وصوته إلى الخارج.
وفي الوقت الذي أبرز بايرن ميونيخ عضلاته على خارطة الفرق الألمانية لكرة القدم، بدأت صورة مولر تتأرجح بين صورة الهداف الأسطورة وبين الشخصية الضعيفة التي تحتاج إلى مساعدة الآخرين.
وشاء القدر أن يتعزز الجانب الأخير من شخصيته، إثر إصابته بمرض ألزهايمر وذلك قبل أسبوعين من موعد الاحتفال بعيد ميلاده السبعين.
وأعلن فريق بايرن ميونيخ منتصف الشهر الماضي أن صانع أمجاده يخضع منذ فبراير/شباط للمتابعة الطبية، إثر تعرضه لمرض الخرف، وأنه بالتالي لن يظهر أمام وسائل الإعلام في مناسبة عيد ميلاده السبعين، وطالب النادي باسم رئيسه كارل هاينز رومينيغه باحترام "خصوصية" اللاعب والظرف "العصيب" الذي تمر به عائلته.
الآن، تحتفل ألمانيا بصمت وحزن بأسطورتها، خاصة في بايرن ميونيخ حيث سارع جميع اللاعبين دون استثناء إلى تهنئة مولر عبر وسائل الإعلام، وعلى رأسهم توماس مولر، الذي يشارك "القنبلة" الاسم العائلي، وكان دائما أكبر معجبيه، وكتب: "من الرائع أنه لم يستسلم أبدا، لقد كان أفضل هداف في تاريخ الكرة الألمانية، وسيبقى كذلك".
فعيد ميلاد سعيد غيرد مولر!