المدرب الألماني صناعة نموذجية المدرب الألماني صناعة نموذجية
المدرب الألماني صناعة نموذجية
اذا كان هناك مثل عربي يقول الجار قبل الدار، فان الالمان غالبا ما يقولون "المدرب قبل اللاعب" وبامكانك ان تحس بذلك من طريقة اختيارهم للمدربين.
هم يقولون ان المدرب العالمي يجب ان يدرب بايرن ميونخ وهذا ينطبق تماما على بيب غوارديولا الذي حقق البافاري معه الفوز رقم 1000 ومن الواضح حاليا ان لا احد بامكانه ايقافه محليا.. وربما أوروبيا.
غوارديولا قدم لحظة فريدة هذا الموسم حين لعب بخافي مارتينيز كقلب دفاع اول 24 دقيقة امام بروسيا دورتموند لكنه غيره بتلك الدقيقة بعدما احس بخطر دورتموند وفي اول لمسه لقلب الدفاع الجديد الابا رفع الكرة عرضية طويلة الى موللر فسجل الهدف الاول من الاهداف الخمسة.
هذا يدلنا على عالمية مدرب لم يغير خطة بل غير مركز لاعب في دقيقة فغير مجرى مباراة.
كما استدعى موللر امام بريمن في الدقيقة 20 وبعد ثلاث دقائق سجل هدف الفوز اليتيم ، فما الذي قاله العالمي للمهاجم الإستثنائي؟.
هم يقولون ايضا ان المدرب المجتهد يدرب بروسيا دورتموند وهذه الحالة تنطبق على توخيل الذي ارغمته الاصابة على اعتزال اللعب بسن الـ24 لكن الفقر ارغمه على العمل كنادل في ناد ليلي ليكمل تعلميه، ومن هناك تعلم كل شيء، الا الفوز على غوارديولا العالمي مع انه تواعد معه سرا العام الماضي وتناولا العشاء سويا ليتعلم منه اسرار التدريب.
لكن المعلم بقي معلما والتلميذ تلميذا...حتى وان فاز على فريقه القديم الذي قضى بين اسواره خمس سنوات، ومشكلة توخيل الوحيدة انه يدرب في بلد فيه جوارديولا.
هم يقولون ايضا ان المدرب الذي يصحو باكرا مع العمال هو الاجدر بتدريب فولفسبورغ نادي سيارات فولفسفاجن الذي يقع في حي العمال ولهذا فانه من المناسب ان يكون ديتر هيكينغ مدربا فهو يصحو يوميا في الساعة الخامسة صباحا.
ولأنه يحس بالعمال فقد اهدى الفوز بخماسية على هوفنهايم لهم على امل ان يساهم ذلك في تخفيف حدة توترهم، ولا يزال يقدم لهم الهدايا على أمل رفع معنوياتهم.
وكاد مدرب باير ليفركوزن ان يحرج برشلونة قبل تدخل لويس سواريز الجراحي المتاخر، والمدرب روجر شميث لا تربطه بكرة القدم روابط قوية، فهو كان يستمع ذات مساء لنشرة اخبار واذا به يعرف ان مدربي الكرة يحصلون على رواتب مرتفعة جدا، فقرر المهندس المعماري الانيق ان يصبح مدربا وهذا ما كان، حتى ان ملابسه لا تزال تشبه كثيرا لباس المهندسين وحركات يديه لا تزال كما كانت حين كان يلوح للعمال.
ولانه كالعمال تماما لا يهدا حتى اللحظات الاخيرة من انهاء العمل فقد سجل اربعة اهداف بمرمى روما ومثلها بمرمى شتوتغارت.
في المانيا يؤمنون بقدرات المدرب ويعطونه فرصة ولا يبحثون عن الاسماء البراقة، مدرب بروسيا مونشغلادباخ الحالي اندري شوبيرت الذي درب في الدرجة الرابعة وفرقا مغموره فاز للفريق بخمسة انتصارات متتاليه وكاد ان يهزم يوفنتوس.
أما مدرب كولن بيتر ستوغر الذي يرتدي القميص الاحمر والحذاء الاحمر ايضا، فقد جاء للفريق من النمسا بدون ان يكون قد درب ناد كبير منذ سنوات هناك.
لكنه ثبت نفسه وثبت كولن في البوندسليجا وعرف كيف يكون خانة مهمة، ولهذا غضب من الهدف الغريب الذي جاء من لمسة يد واضحه من ليون أندرياسن مهاجم هاوفر جعلته يقدم نظارته الطبية للحكم ومساعدة غير انه وفريقه لم يكن لهم أي خيار سوى الإستسلام لميونخ المذهل.
لكل ذلك يمكننا تفهم ركض الاندية الكبيرة وراء يورغن كلوب وهي اي تلك الاندية ستركض اكثر لنيل توقيع حتى مدربي الفرق الالمانية الصغير، لان هذا ما تحتاجه فرقا كثيرة في اوروبا وبالطبع في اسيا وافريقيا.