لا يوجد فريق في القارة العجوز لا يتمنى وجود أحد من لاعبي المنتخب الألماني في صفوفه، وذلك لما يتميزون به من كفاءة ومهارة وقوة بدنية وبتأسيس سليم في أنديتهم الأم، الامر الذي يكسبهم النضج الكروي في سن مبكر.
الأندية الإنجليزية ترغب دائما في الإستفادة من اللاعبين الألمان، خصوصا الفرق الكبيرة التي تنافس على الألقاب، بعض الأندية تستقطب هؤلاء اللاعبين في المراحل الأولى من مسيراتهم الإحترافية بهدف البناء للمستقبل، والبعض الآخر يستقطبهم وهم في أزهى فترات مشوارهم الكروي.
التقرير التالي يسلط الضوء على أكثر اللاعبين الألمان شهرة في التاريح ال
حـديث للدوري الإنجليزي الممتاز، من خلال لائحة أعدها موقع "كيك تي في"..
5 - ينز ليمان (أرسنال)
انتقل حارس مرمى المنتخب الألماني السابق إلى صفوف أرسنال قادما من بوروسيا دورتموند العام 2003 وهو في الرابعة والثلاثين من عمره، كان قبلها قد خاض تجربة لم تكلل بالنجاح مع ميلان الإيطالي بعد مواسم متميزة قضاها في بداية مشواره الإحترافي مع شالكه.
أراد أرسنال تعويض رحيل حارسه المخضرم ديفيد سيمان، ورأى في ليمان القدرة على حماية عرين الفريق باقتدار، قدم موسما أول استثنائيا مساهما في فوز الفريق اللندني بلقب الدوري الإنجليزي دون أن يمنى بهزيمة واحدة في المسابقة، لكن عرف عنه تهوره في قطع الكرات خارج منطقة الجزاء ما تسبب في خسارة الفريق أمام الجار تشلسي بمسابقة دوري الأبطال بنفس الموسم.
تعرضت مسيرة ليمان مع أرسنال لخضات عديدة، وأصر المدرب أرسين فينغر على إبعاده عن التشكيل الأساسي للفريق بمنتصف موسم 2004/2005 لصالح الإسباني مانويل ألمونيا الذي اتركب هفوات أعادت ليمان لموقعه الأساسي ليقود الفريق لإحراز كأس انجلترا بعد سلسلة من التصديات المذهلة أمام مانشستر يونايتد توجها بصد ركلة بول سكولز الترجيحية ليفوز فريقه 5-4 بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي.
أفضل مواسم ليمان مع أرسنال على الصعيد الفردي كان موسم 2005/2006، حيث أدى بشكل مدهش في مسابقة دوري الأبطال وحافظ على نظافة شباكه في 10 مباريات على التوالي (رقم قياسي) وتصدى لركلة جزاء سددها لاعب فياريال خوان رومان ريكيلمي في إياب نصف النهائي.
لكن ليمان كلف أرسنال اللقب في المباراة النهائية بعدما تلقى بطاقة حمراء بعد مرور 18 دقيقة من عمر اللقاء إثر تدخله الخشن على مهاجم برشلونة صامويل إيتو، ليصبح أول حارس مرمى يطرد من نهائي البطولة عبر تاريخها.
واصل ليمان مسيرته مع أرسنال حتى العام 2008 واعتزل في صفوف شتوتغارت العام 2010، وعاد عن قرار اعتزاله في العام 2011 ليسد الفراغ الناتج عن إصابة ثلاثة حراس في الفريق اللندني وهم فويسيتش تشيسني ولوكاس فابيانسكي وفيتو مانوني، ولعب مباراة واحدة فقط وبات أكبر لاعب يشارك مع أرسنال في الـ"بريمير ليغ".
4 - مسعود أوزيل (أرسنال)
يخوض الدولي الألماني صاحب الجذور التركية موسمه الثالث حاليا مع أرسنال، وهو يمني النفس في قيادة الفريق لإحراز لقب الدوري الإنجليزي.
هو صانع ألعاب صاحب نزعة هجومية فطرية، مقل في أهدافه لكنه شديد الكرم على زملائه في التمريرات الحاسمة، انتقل لأرسنال العام 2013 بعدما شعر أن مركزه الأساسي في ريال مدريد الإسباني بات مهددا مع قدوم الكرواتي لوكا مودريتش.
عاش أوزيل فترات من التألق مع ريال مدريد تحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو خصوصا بعد تألقه بشدة في نهائيات كأس العالم 2010 من أمن له الإنتقال إلى العاصمة الإسبانية قادما من فيردر بريمن، وبعد 3 مواسم قرر أوزيل التوجه إلى أرسنال في صفقة ضخمة بلغت قيمتها 42.4 مليون جنيه استرليني.
كانت بدايته مع أرسنال القوية لكن سرعان ما هبط مستواه خصوصا في النصف الثاني من الموسم، واكتشف جمهور أرسنال أن نجمه الألماني مزاجي على أرض الملعب، فتارة تجده متألقا، وتارة أخرى تشعر وكأنه بعيد كل البعد عن مستواه الحقيقي.
الإصابات أيضا لعبت دورا في الحد من تألق أوزيل مع أرسنال، ورغم ذلك ساهم في فوز الفريق بكأس انجلترا مرتين متتاليتين، وهو يرغب هذا الموسم في الظهور بمستوى أكثر استقرارا.
3 - باستيان شفاينشتايغر (مانشستر يونايتد)
سنوات عديدة قضاها شفاينشتايغر في صفوف بايرن ميونيخ فاز فيها بكل الألقاب الممكنة، ومع بلوغه الحادية والثلاثين من عمره، قرر قائد المنتخب الألماني خوض تجربة جديدة بعيدا عن الـ"بوندسليغا"، فانتقل إلى مانشستر يونايتد هذا الصيف مقابل 6.4 ملايين جنيه استرليني.
خزائن شفايانشتايغر لا تكفي ميدالياته، فهو الذي فاز بلقب الدوري الألماني 8 مرات وكأس ألمانيا 7 مرات، كما نال لقب دوري أبطال أوروبا مرة واحدة أضاف إليها كأس العالم للأندية في نفس العام (2013).
مع المنتخب الألماني يكفي القول أن شفايناشتايغر لعب دورا حيويا في إحراز فريقه كأس العالم الصيف الماضي على حساب المنتخب الأرجنتيني وأسطورته الحية ليونيل ميسي، لذلك فإن قرار الإنتقال إلى مانشستر يونايتد له ما يبرره، فهو بحاجة للتنويع في السنوات الأخيرة من مشواره كلاعب، والملاعب الإنجليزية وجهة مغرية توفر للاعب التغيير المطلوب.
هل سينجح شفاينشتايغر في مهمته الحديدة مع "الشياطين الحمر"؟ الوقت كفيل بالإجابة على هذا السؤال، بدايته مع الفريق بطيئة بعض الشيء، وربما يحتاح لمزيد من الوقت للتأقلم، والأمر الاكيد أن انتقاله إلى الـ"بريمير ليغ" إضافة نوعية لا يمكن إنكارها.
2 - مايكل بالاك (تشلسي)
حزم بالاك حقائبه وانتقل إلى تشلسي العام 2006 قادما من بايرن ميونيخ، في تجربته الأولى والوحيدة خارج بلاده، لم يحقق نجاحا مدويا وفي الوقت ذاته لم تعتبر التجربة مخيبة للآمال.
تفاءل جمهور تشلسي بقدوم بالاك الذي كان لتوه قد أنهى مشاركة ناجحة مع المنتخب الألماني في نهائيات كأس العالم 2006 حيث حل الألمان في المركز الثالث، فهو لاعب وسط يتميز بنزعة هجومية وقدرة فائقة على التسديد، كما يحمل سمات قيادية يحتاجها الفريق في وسط الميدان رغم وجود فرانك لامبارد.
خاض أربعة مواسم مع الـ"بلوز"، ووصل معه في موسمه الثاني إلى نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا عندما خسر تشلسي أمام مانشستر يونايتد بركلات الترجيح في موسكو، وفي موسمه الأخير مع الفريق نال بالاك لقب الدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي أراد بدوره تجديد عقد لاعبه لموسم واحد، لكن مالك النادي رومان أبراموفيتش لم يجد أي فائدة من هذه الخطوة، ليعود بالاك إلى فريقه القديم الذي حل معه وصيفا لبطل أوروبا العام 2002 باير ليفركوزن.
المباراة الأخيرة لبالاك مع تشلسي حملت ذكرى سيئة للاعب، ففي نهائي كأس انجلترا أمام بورتسموث، تعرض اللاعب الألماني لتدخل عنيف من الغاني كيفن برنس بواتنغ الأمر الذي حطم آماله في المشاركة بنهائيات كأس العام 2010 في جنوب افريقيا، ومنذ ذلك الحين لم يستعيد بالاك أفضل مستوياته الفنية ولابدنية واعتزل اللعب العام 2012.
1 - يورغن كلينسمان (توتنهام)
لا يوجد لاعب ألماني وصل بشعبيته إلى مستويات قياسية في انجلترا مثل القناص كلينسمان الذي انتقل إلى توتنهام هوتسبير قادما من موناكو الفرنسي العام 1994 مقابل مليوني جنيه استرليني.
لم يرغب أنصار الكرة الإنجليزية في إتمام الصفقة لأن كلينسمان كان ضمن المنتخب الألماني الذي أقصى منتخب "الأسود الثلاثة" من نصف نهائي كأس العالم 1990، كما أن النقاد عارضوا وجوده في الـ"بريمير ليغ" رغم سمعته المرموقه كهداف لأنه معروف بكثرة سقوطه المتعمد للحصول على المخالفات.
هذا الأمر تغير في ليلة وضحاها، حيث أذهل كلينسمان النقاد يقدرته الفائقة على اقتناص الأهداف من مواقف صعبة، في موسمه الأول أحرز 21 هدفا في الدوري و5 في الكأس و4 في كأس الرابطة، وبات نجما شعبيا سرعان ما رحل عن الفريق عائدا إلى ألمانيا للعب في صفوف بايرن ميونيخ.
عاد كلينسمان إلى توتنهام موسم 1997/1998، ولعب له 15 مباراة في الدوري أحرز خلالها 9 أهداف، ولم يتمكن أي مهاجم آخر من إحداث التأثير نفسه الذي أحدثه المهاجم الألماني في هجوم توتنهام حتى يومنا هذا.