رحلة المرأة من التقديس إلى التبخيس لـ "هشام حتاتة" رحلة المرأة من التقديس إلى التبخيس لـ "هشام حتاتة"
رحلة المرأة من التقديس إلى التبخيس لـ "هشام حتاتة"
وصلت العلاقة بين الرجل والمرأة مرحلة حضارية في المساواة
لم يصل إليها الغرب الليبرالي إلا منذ خمسين عامًا أو يزيد
(ففي أحد صكوك الزواج الذي يعود تاريخه إلى الألف الثالث قبل الميلاد
يقول الزوج موجهًا كلامه إلى سيدة المستقبل:
"منذ اليوم أقر لك بجميع الحقوق الزوجية ومنذ اليوم لن أتفوّه بكلمة
تعارض هذه الحقوق ولن أقول أمام الناس إنك زوجة لي بل سأقول
بأنني زوج لك.. منذ اليوم لن أعارض لك رأيًا وتكونين حرة في غدوِّك
ورواحك دون ممانعة مني.. كل ممتلكات بيتك لك وحدك وكل ما يأتيني
أضعه بين يديك..".
وبعد ألفي عام من هذا الصك نجد امرأة في صك آخر يرجع تاريخه
إلى الفترة البطلمية تقول لزوج المستقبل:
"إذا تركتك في المستقبل لكرهي لك أو لمحبتي رجل آخر فإنني أتعهد
بأن أدفـع مكيالين ونصف المكيال من الفضة وأعيد إليك هدايا الزواج".
من خمسة آلاف سنه يأتينا النص الأول ليؤكد التساوي بين الرجل والمرأة
ومن أكثر من ألفي عام يأتينا النص الثاني الذي يعطي للمرأة
في مرحلة تطورية أخرى بلغت قمة النضج الاجتماعي من الشفافية
والصدق من المرأة تجاه الرجل ويعطيها الحق في خلع الرجل
نظير تعويض مالي للرجل.