رغم بدايته كوسيط للتواصل دخل الحرم الجامعي قبل أن ينطلق إلى فضاءات
أوسع أصبح «فيس بوك» اليوم أكبر من مجرد موقع تواصل افتراضي مع انتشاره
الكبير وارتباطه بتفاصيل حياتيه دقيقة على رأسها الحالة الاجتماعية التي لم يغفلها
الموقع الشهير ووضعها في مقدمة المعلومات الشخصية التي يمكن لمستخدميه
تضمنيها في صفحاتهم الشخصية اختيارياً دون أن يدرك مطوروه أنه سيكون محوراً
أساسياً لـ«خناقات» بين الأزواج المستقبليين خلال فترة الخطوبة
لأسباب ترصدها «المصري لايت» في هذا التقرير.
1. الصور القديمة
في الوقت الذي يسعى فيه عدد من مستخدمي الموقع للحفاظ على خصوصية
ما يبثونه من محتوى وما تحمل حساباتهم من بيانات شخصية من تطفل الغرباء
ينحصر أحيانا اهتمام الخطيب على ألا تنشر خطيبته صوراً شخصية على الموقع
الإلكتروني بمجرد ارتباطهما رسمياً وربما قبلها معللاً ذلك بغيرة الحب حينا
والخوف من الـ«هاكرز» والمتطفلين.
واذ لم يبدأ الخلاف المتعلق بمسألة وضع صور خاصة للخطيبة على حسابها
الشخصي برفض أو معارضة الخطيبة للفكرة فتفاقمه مرتبط بظهور صورة جماعية
لها مع زملائها في الدراسة أو أصدقائها أو حتى أفراد العائلة بعد نشرها
من قبل آخرون لتبدأ «الخناقة» بجملة افتتاحية مألوفة «أنا شُفت الصورة»
وتنتهي إما بحذف الخطيبة للشخص المسؤول عن نشر الصورة من قائمة أصدقائها
أو بإغلاقها لحسابها الشخصي.
2. تحديد الأماكن
وفي مقابل تشديد الخطيب على علاقات شريكة حياته المستقبلية في محيط الأصدقاء
والأقارب تمتلك الخطيبة حس أمني عال يمكنها من مراقبة حساب خطيبها
على فيس بوك خاصة المشاركات التى يبثها من أماكن محددة مرفقة بخريطة جغرافية
لعناوين المطاعم او السينمات أو المتاحف التى يقوم بزيارتها وذلك عبر خاصية
check in التي قد تُكلف الخطيب ثمنا فادحاً إذا عرفت خطيبة المعلومة من حسابه
على «فيس بوك» قبل أن يصرح الخطيب بنفسه عن مشروعه الترفيهي.
3. الحالة الاجتماعية
ضمن عدد كبير من المعلومات التي يطلبها «فيس بوك» من مستخدميه كي يتعرف
الآخرين جوانب مختلفة من شخصياتهم «الحالة الاجتماعية» وعلى الرغم من أن
الإجابات التي يقترحها الموقع محددة بين «متزوج» او «في فترة الخطوبة»
أو «في علاقة معقدة» إلا أن خانة الحالة الاجتماعية يعد وقوداً سريع الاشتعال
للمشاجرات بين المخطوبين الجدد حيث ينتظر كل طرف من الآخر أن يغير حالته
الاجتماعية على الموقع الشهير بمجرد الارتباط ويعد أي تأخر في التعديل
من «أعزب» إلى «في فترة الخطوبة» إعلان صريح عن رغبة الطرف المتأخر
في التهرب من الارتباط أو دليل على وجود نية لـ«اللعب بالذيل» والدخول
في علاقات عابرة في حالة تأخر الخطيب.
4. حذف الأصدقاء
حذف الأصدقاء الذكور من قائمة صداقات الخطيبة على «فيس بوك» واحد
من أهم أسباب المشاجرات بين المخطوبين الجدد بناء على طلب الخطيب المُبرر
بدافع الخوف والرغبة في حماية شريكة الحياة المستقبلية والُمغلف بشك غير معلن
أحيانا وتبدأ «الخناقة» عادة إذا رفضت الخطيبة أو تباطأت في تنفيذ الطلب
وينتهي الأمر عادة بالتفاوض الذي يفضي إلى حل وسط تبقي بموجبه الخطيبة
على عدد محدود من الأصدقاء المقربين مع تحديد دائرة علاقاتها خارج محيط
الأسرة والعمل إلى أقصى درجة ممكنة أما الاعتراض المباشر من الخطيبة
الى جانب كونه منفذ رسمي لمرور نوبات مشاجرة هاتفية يومية
فإنه يكون بداية لخلافات ناتجة عن وجود اختلافات شخصية عميقة بين الثنائي
قد تتطور إلى حد الانفصال في بعض الأحيان.
5. التعليقات
عادة ما تنشب خلافات بين المخطوبين بسبب ما تزدحم به مشاركات الخطيب
من تعليقات للفتيات لتبدأ أسئلة الخطيبة المغلفة بالغيرة عن هوية كل صديقة
من أصحاب التعليقات أو حتى المشاركات بإبداء الإعجاب «لايك»، لتلوح
في الافق حينها عملية تطهير واجبة لحساب الخطيب من كل الفتيات
محل الشك والمثيرات للقلق.
6. كلمات المرور
على الرغم من السرية هي الخاصية الأهم التي يجب أن تتمتع بها كلمة المرور
الخاصة بالحسابات الإلكترونية إلا أن كلمة المرور الخاصة بالخطاب لها خاصية
«العمومية» حيث عادة ما يطلب أحد طرفي العلاقة الحصول على كلمة مرور
«فيس بوك» الخاصة بالطرف الآخر.
وسواء كان السبب وراء ذلك التأكد من حذف الخطيبة لكل الأصدقاء الذكور
من حسابها أو التأكد من أن الخطيب استغنى عن الصديقات ذوات التهديد المتوقع
فإن نتيجة التعنت واحدة وهي عادة مواجهات تحمل نغمات
من التشكيك والقلق بين الطرفين.
كما أن نتيجة الموافقة شبة معروفة أيضاً فتسلل الطرف الضيف إلى حساب
الشريك المُتبرع بكلمة مروره لن يكون نهاية المطاف إذ يبدأ نوع جديد
من المشاجرات بعد اطلاعه على المحادثات الخاصة
بين الطرف الآخر وأصدقائه المقربين.
7. أون لاين
لكل من طرفي العلاقة عادة أنشطة على «فيس بوكك ومشاركات يضيفونها على الفضاء الإلكتروني للتفاعل مع كوكبة الأصدقاء ودائرة المعارف الخاصة بهم إلا أن التفاعل
القادم من جهة الزوج أو الزوجة المستقبلية عادة ما يحظي بأهمية كبري في نفس
الطرف الأخر الذي عادة ما تنظر مشاركاته إشعار يحمل إعجاب «لايك»
أو تعليق على أغنية أو غير ذلك لذا يعتبر تجاهل أحد الخطيبين لمشاركات الطرف
الآخر خلال وجوده على الموقع «أون لاين» يعد مثابة الشرارة الأولى لمشاجرة
جديدة تبدأ بالسؤال عن «اللي واخد عقله» وتنتهي عادة بصلح مُرسل على حائط
الخطيب الغاضب أو الخطيبة في حالة تمكنها من إنهاء المشاجرة لصالحها.
8. صورة الخطوبة
جرى العُرف أن تحتل صور حفل خطبة العروسين برواز أنيق على الحائط
إلى جانب عدد من البومات الصور التقليدية إلا أن عُرف «فيس بوك» اليوم
مختلف وله طقوسه الخاصة فيما يتعلق بصور المناسبات وعلى رأسها صور
الخطوبة التي ينتهي إليها الأمر بعد أن يبدأ بدعوة عبر خاصية «الأحداث»
وتنتهي بنشر صور الخطوبة على حسابات العروسين الخاصة وصولاً
الى النقطة الأكثر حساسية وهي تغير الصورة الرئيسية لحسابات الثنائي
وجعلها صورة حفل الخطبة.
وبتطوع أحد الطرفين بالبدء في الاستغناء عن صورته الشخصية
وإحلال صورة الخطوبة محلها ما يوجب على الطرف الآخر القيام بالأمر ذاته
لتوثيق حبه وامتنانه في الفضاء الافتراضي بالأدلة الدامغة.