عندما يلتقي المنتخب الإيطالي لكرة القدم مع منتخب أوروجواي غدا الثلاثاء في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة الرابعة بالدور الأول لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل ، سيكون المنتخب الإيطالي (الآزوري) بحاجة أولا إلى البحث عن ذاته قبل أن يحاول الفوز على أوروجواي للتأهل إلى الدور الثاني (دور الستة عشر) بالبطولة.

وبعد الهزيمة المخيبة للآمال أمام المنتخب الكوستاريكي صفر/1 في الجولة الثانية من مباريات المجموعة ، لم يعد أمام المنتخب سوى الفوز أو التعادل على الأقل مع منتخب أوروجواي غدا للعبور إلى دور الستة عشر.

ويحتاج الآزوري للفوز على أوروجواي ليس فقط للعبور إلى الدور الثاني وإنما لمحاولة الابتعاد عن المنتخب الكولومبي المرشح الأقوى لصدارة المجموعة الثالثة وكذلك لتأكيد استعادة الاتزان قبل الأدوار الفاصلة.

ولكن الفريق يحتاج قبل كل هذا إلى أن يبحث عن ذاته ويجد نفسه خاصة وأن الطريق إلى المباراة النهائية للبطولة في استاد "ماراكانا" بمدينة ريو دي جانيرو ليس مفروشا بالورود وإنما يحفل بالعقبات الكبيرة.

ويشهد تاريخ بطولات كأس العالم على أن الآزوري يلعب بقوة أمام القوي وبالمستوى الهزيل أمام الضعفاء حيث يكون دائما على مستوى المباراة التي يخوضها. ويقدم الآزوري دائما العروض القوية أمام المنتخبات الرائعة ولا يستطيع التألق أمام الفرق التي تتسم بأنها أضعف منه.

ولهذا ، لم يستطع الآزوري التغلب على نظيره الكوستاريكي الذي يتأخر عنه في التصنيف العالمي للمنتخبات 19 مرتبة بينما استهل الآزوري مسيرته في المونديال البرازيلي بفوز ثمين 2-1 على نظيره الإنجليزي بعد مباراة جيدة المستوى بين الفريقين.

وعقدت هذه النتيجة لمباراة كوستاريكا الأوضاع بالنسبة للآزوري حيث أصبحت البطاقة الثانية للمجموعة محصورة بينه وبين منتخب أوروجواي في مباراتهما المقررة غدا.

وإذا اجتاز الآزوري عقبة أوروجواي غدا وتأهل كثاني المجموعة خلف نظيره الكوستاريكي ، سيصطدم الفريق على الأرجح في دور الستة عشر بالمنتخب الكولومبي. وبعدها ، في حالة عبور العقبة الكولومبية ، سيصطدم بالمنتخب
البرازيلي في دور الثمانية إذا نجح راقصو السامبا في الوصول إلى هذا الدور.

وكرر المدرب تشيزاري برانديللي المدير الفني للآزوري تحذيراته قبل المباراة إلى لاعبيه بعدم الاستهانة بالمنتخب الكوستاريكي.

كما قال برانديللي عشية المواجهة مع كوستاريكا "منتخبات أمريكا اللاتينية المتواجدة في المونديال الحالي لديها طاقة هائلة. سنعاني في هذه المباريات".

وأثبتت المباراة صحة كلام برانديللي حيث كان المنتخب الكوستاريكي هو الأكثر سيطرة على مجريات اللعب كما لدغ الآزوري بهدف من ضربة رأس سجلها برايان رويز قائد الفريق.

ولم يكن فوز المنتخب الكوستاريكي بسبب أداء الفريق في المقام الأول وإنما بسبب مستوى الأداء الإيطالي وهو ما اعترف به برانديللي عندما قال "خسرنا عن استحقاق.. كان أداء المنتخب الكوستاريكي أقوى من مستوانا. فلم
نستطع إيقافهم".

وأهدر ماريو بالوتيللي مهاجم الفريق أفضل فرصة للآزوري في الشوط الأول حيث سدد الكرة خارج المرمى رغم عدم وجود رقابة عليه.

ورغم الدعم الهجومي من برانديللي بنزول أنطونيو كاسانو وأليسيو سيرشي ، لم تكن للآزوري أي تسديدة خطيرة على المرمى الكوستاريكي في الشوط الثاني.

كما بدا مرمى جانلويجي بوفون في خطر على مدار المباراة وذلك على غير المعتاد حيث لم يكن خط دفاع الآزوري في مستواه.

إضافة لهذا ، لم يكن أندريا بيرلو مايسترو خط الوسط قادرا على ترك بصمة رغم هتافات الجماهير له ومنها جماهر البرازيل العاشقة لأدائه.

وقال برانديللي "المنتخب الكوستاريكي كان منظما للغاية وقويا من الناحية البدنية. تعاملنا بشكل خاطئ مع المباراة.

وكان حظ الآزوري جيدا لعدم اهتزاز شباكه بهدف ثان كان سيجعله بحاجة إلى الفوز فقط في مباراة الغد ليتأهل إلى الدور الثاني ولكنه الآن يمتلك خيار التعادل أيضا.

وقال اللاعب تياجو موتا (المولود بالبرازيل) لاعب خط وسط المنتخب الإيطالي "ندرك تماما أن المباراة أمام أوروجواي لن تكون سهلة.. علينا أن نستعيد نشاطنا واتزاننا ونقدم مباراة رائعة أمام أوروجواي."

وكانت من بين الأسباب التي ساقها البعض على الأداء المتواضع للمنتخب الإيطالي في لقاء كوستاريكا أن المباراة أقيمت في الحادية عشر ظهرا بالتوقيت المحلي حيث الشمس الحارقة بمدينة ريسيفي كما أقيمت أمام فريق من منطقة الكاريبي اعتاد على هذا الطقس وبالتالي لم يكن من السهل التعامل مع هذه الأجزاء وخاصة ارتفاع درجة الحرارة.

ولكن المشكلة التي تواجه الآزوري أن مباراة الغد ستقام في نفس التوقيت وبمدينة ناتال ذات الطقس الحار أيضا وأمام منتخب آخر من أمريكا اللاتينية.

وإذا كرر كل من بالوتيللي ولويس سواريز مهاجم أوروجواي الأداء الذي قدمه في المباراة الماضية لفريقه ، سيكون الآزوري في خطر حقيقي حيث كان سواريز في قمة التألق وسجل هدفي فريقه في المباراة التي فاز فيها 2-1 على منتخب إنجلترا.