صنع أسلافنا من بنى الإنسان أدوات حجرية فى العصور الغابرة
 -ما يمثل إنجازا بارزا فى مسيرة الرقى البشرى- وذلك قبل وقت طويل مما كان
 يعتقد من قبل وأيضا قبل ظهور أول أفراد الجنس (هومو).

وأعلن العلماء أمس الأربعاء، اكتشاف أدوات حجرية
-يرجع تاريخها إلى 3.3 مليون عام فى منطقة ذات تضاريس وعرة قرب بحيرة
توركانا فى شمال غرب كينيا- من بينها رقائق حجرية حادة الحواف ربما كانت
 تستخدم فى قطع لحوم الذبائح الحيوانية ومطارق بدائية قد يكون الإنسان الأول
 استعان بها لكسر حبات الجوز واللوز وسحق الدرنات النباتية.

وهذه الأدوات أقدم بواقع 700 ألف عام من أى أدوات حجرية أخرى وتسبق
بمقدار 500 ألف سنة أقدم حفريات معروفة للجنس (هومو) ما يعنى أنها
قد صنعت بأيدى أنواع أكثر بدائية فى شجرة العائلة للانسان.

 وقالت سونيا هارماند عالمة الأحياء القديمة بمعهد حوض توركانا بجامعة
 ستونى بروك فى نيويورك "الانتقال من مرحلة مجرد استخدام الأدوات الطبيعية
 العضوية -مثلما تفعل حيوانات الشمبانزي- إلى اللجوء عن قصد إلى صنع
أدوات معينة من الحجر يمثل تقدما فى القدرة الإدراكية لأسلافنا".

 وظهر النوع الحالى لإنسان العصر الحـديث واسمه العلمى (هومو سابينس)
 أى الإنسان العاقل منذ نحو 200 ألف سنة أما أقدم أفراد معروفين للجنس (هومو)
 فيرجع عهدهم إلى 2.8 مليون سنة.

وسبق الجنس (هومو) كائنات عديدة تشبه القردة إلى حد كبير.. وكان يفترض
 منذ زمن طويل أن صنع الأدوات الحجرية من السمات المميزة للجنس
 (هومو سابينس) إلا أن هذا الاكتشاف يشير إلى أن أسلافا أقدم بكثير
من أجداد الجنس البشرى هم الذين حققوا هذه القفزة الادراكية والمعرفية
اللازمة لصناعة مثل هذه الأدوات.

وقال جيسون لويس عالم السلالات البشرية القديمة بمعهد حوض توركانا
 إنه لا يزال من غير الواضح من الذى صنع هذه الأدوات وسرد ثلاثة احتمالات:
 الأول
هو جنس (كينيانثروبوس بلاتيوبس) أو انسان كينيا مفلطح الوجه
 والثانى
جنس (اوسترالوبيثكوس افارينسيس) أى القردة الجنوبية المكتشفة فى منطقة عفار
 بشمال شرق اثيوبيا وهما جنسان يجمعان بين السمات المميزة للقردة والانسان
والاحتمال الثالث
 هو فرد بدائى من جنس (هومو) لم يكتشف بعد حتى الآن.

وعثر على حفريات جنس (كينيانثروبوس بلاتيوبس) قرب موقع رصد الأدوات
 الحجرية أما جنس (اوسترالوبيثكوس افارينسيس) فهو الذى تنتمى له بقايا
"لوسي" وهو من الحفريات الأكثر شهرة لأسلاف الجنس البشرى التى اكتشفت
 عام 1974 فى اثيوبيا. وقال الجيولوجى كريس ليبر من مرصد لامونت-دوهيرتى
 التابع لجامعة كولومبيا الذى حدد عمر الأدوات الحجرية أن هذا الاكتشاف
 يشير إلى أن مثل هذه الأدوات استعملت قبل تطور المخ وكبره فى الحجم
فى سلالة النسب البشري.

 وتتضمن هذه الأدوات المصنوعة من الصخور البركانية رقائق حادة الحواف
 ذات أحجام مختلفة والصخور التى صنعت منها هذه الأدوات وكتلا مستطيلة
 أكبر حجما استخدمت كسندان وصخورا أصغر وأشد صلابة استخدمت كمطارق.

 وتضمن البحث الذى أوردته دورية (نيتشر) 149 قطعة وأداة حجرية
استفاضت الدراسة فى وصفها فيما لا يزال العمل يجرى
على قدم وساق لاكتشاف المزيد منها.