منذ خروجه من الأزمة الاقتصادية التي كادت تؤدي إلى إفلاسه منذ أكثر من عقد من الزمن، اعتاد مشجعو العملاق الألماني الأصفر بوروسيا دورتموند العودة إلى منصات التتويج تدريجياً حتى شهدوا عام 2012 تحقيق ثنائية محلية غير مسبوقة في تاريخ النادي.

ورغم بعض التراجع في الآونة الأخيرة، حافظ بوروسيا دورتموند على موقعه ومكانته كواحد من فرق النخبة في ألمانيا، حيث لم يتفوق عليه من ناحية الألقاب إلا العملاق البافاري بايرن ميونيخ بطبيعة الحال.

وبعد أن شهد هذا الموسم عودة إلى التألق والمنافسة على جميع الجبهات، من الطبيعي أن يساور عشاق النادي ومحبيه تساؤلات منطقية ومشروعة عن الصورة التي سوف يكون عليها حال الفريق في الأيام القادمة، وعما إذا كان بمقدوره تحقيق الألقاب أم لا.

في هذا التقرير سنركز على أبرز ثلاثة أسئلة تراود أفكار مشجعي دورتموند، والتي ستبقى تشغلهم حتى انطلاق صافرة نهاية الموسم.

السؤال الأول: هل سنمنع بايرن ميونيخ من اللقب الرابع؟

لا شك أن توماس توخيل تمكن هذا الموسم من إعادة بوروسيا دورتموند إلى موقعه بين كبار جدول الترتيب بعد معاناة كبيرة الموسم الماضي تحت قيادة سلفه، أسطورة النادي، يورجن كلوب.

ويقبع دورتموند خلف بايرن حالياً بفارق ثماني نقاط فقط، وهو فارق من شأنه أن يحافظ على آمال توخيل ولاعبيه بمعانقة درع البوندسليجا في شهر مايو المقبل.

ولمن يشكك بإمكانية لحاق الأسود بالعملاق البافاري، فليفتح دفاتر موسم 2011-2012، عندما ظن الجميع أن بايرن قد حسم اللقب لصالحه منذ شهر سبتمبر عندما توسع الفارق بين الغريمين إلى 8 نقاط، ليعود دورتموند بعدها وينتفض في الدور الثاني ويخطف اللقب.

بناءً على ذلك، تبدو أحلام مشجعي دورتموند بمنع بايرن من تحقيق لقبه المحلي الرابع على التوالي أمراً مشروعاً في ظل أزمة الاصابات التي تواصل ضرب أليانز أرينا، لا سيما أن أياً من أندية البوندسليجا لم يتمكن من الوصول إلى هذا الانجاز من قبل.

هل سنصل إلى نهائي السانت جايكوب بارك؟

بعد احتلال دورتموند المركز السابع في البوندسليجا الموسم الماضي، كان على الفريق أن يبدأ مشاركته في مسابقة الدوري الأوروبي هذا الموسم منذ المراحل الأولى.

توخيل قبِل التحدي، حيث تمكن من قيادة لاعبيه للتأهل من الدور التمهيدي بنتائج استعراضية على كل من فولفسبرغر النمساوي وأودز النروجي، ليعبر بعدها من دور المجموعات بعد أن تصدر مجموعته بجدارة.

ومع وصول المسابقة إلى مراحل الجد (دور الـ32)، سيكون على دورتموند أن يواجه بورتو البرتغالي العنيد، صاحب لقب دوري الأبطال عام 2004، فهل سيواصل دورتموند ولاعبيه مشوارهم في البطولة حتى نهائي بازل؟ أم أن الخصوم سيكونون لهم بالمرصاد؟

مَن مِن نجومنا سيجدد ولاءه؟

من دون شك، يضم بوروسيا دورتموند عدداً من النجوم الذين يسيلون لعاب كبار أندية القارة العجوز. بداية مع الغابوني بيير إيميريك أوباميانج الملاحق من كبار البريمييرليج، مروراً بالمايسترو ذي الأصول التركية إيلكاي جوندوجان المرتبط اسمه ببرشلونة، وزميله الأرميني هنريك مخيتاريان المستهدف من يوفنتوس... وليس انتهاءً عند قائد الفريق ماتس هوملز الذي يدغدغ أحلام فلورنتينو بيريز.

ولعل أصعب مهمة تنتظر إدارة النادي الصيف المقبل هي الحفاظ على نجوم من أمثال أوباميانج وجوندوجان ورويس...، فضلاً عن تعزيز الفريق ببضعة أسماء لامعة سيكون من شأنها مساعدة توخيل على إعادة إحياء إنجازات كلوب قبل 3 مواسم في دوري أبطال أوروبا.

لكن الكثير من الشكوك تساور عشاق الأسود حول إمكانية استمرار بعض هذه الأسماء في الفستفالن شتاديون في ظل اهتمام متزايد من عدد من عمالقة أوروبا، لا سيما بالنسبة للثلاثي المبدع هذا الموسم، إيلكاي جوندوجان، ماتس هوملز، وهنريك مخيتاريان، الذين تنتهي عقودهم جميعاً صيف 2017.

فمن من هؤلاء النجوم سيكون على موعد مع تجديد الولاء للأصفر الألماني؟ ومن منهم سيشد الرحال الصيف المقبل (على الأرجح) بعيداً عن الفستفالن شتاديون؟