لم تكن الصدمة سهلة على أحد من مشجعي البوندسليجا عندما رأى مؤخرة جدول البطولة حتى الآن في هذا الموسم ووجد فيها الثلاثي"هامبورج، شتوتجارت، فيردر بريمن" ، فبعدما كانت تلك الفرق هي المنافسة الدائمة لبايرن ميونخ، أصبحوا الآن ينافسون على البقاء.

ولكن، ما هي أسباب التهاوي الموجودة في تلك الفرق بالفترة الحالية، هل هي بسبب اللاعبين؟ أم المدربين؟ أم الإدارة؟ أسئلة كثيرة من الممكن طرحها، ولكن السؤال الأهم، متى ستعود تلك الفرق كما كانت عليه؟.

في البداية، ما هي مشكلة هذا الثلاثي؟

فيردر بريمن:
فريق قوي جدًا من موسم 2003\2004 الذي توِّج فيه باللقب ومن قبلها، وحتى عام 2009، في عام 2009 كانت بداية النهاية لجيل أسطوري للفريق الأخضر حدث فيه إحلال وتجديد بقيادة مدرب كبير كتوماس شاف أنذاك.

أزمة فيردر بريمن أنه أبقى على توماس شاف كمدرب لفترة طويلة حتى نفذ طموحه، فقد حقق الدوري مرة والكأس مرتين، وصل لنهائي الدوري الأوروبي وفعل كل شيء رفقة بريمن، غاب الطموح عنه، وكانت النتيجة أن الفريق بدأ تدريجيًا ينتهي، إلى أن وصل إلى المنافسة على الهبوط منذ ثلاثة مواسم ونجى بصعوبة.

الإحلال والتجديد هو أمر لم يحدث في بريمن، لسببين أولهما توماس شاف حيث أنه وقتها لم تكن لديه الاستطاع على عمل جيل جديد بعد جيل جديد بنفسه صنعه عقب الجيل الأسطوري في 2004، والسبب الثاني كانت الأموال، فالأزمة المالية موجودة في بريمن بقوة حاليًا وتجعله غير قادر على صرف إلا أموال قليلة جدًا بالتالي يتعاقد مع لاعبين أقل من المتوسطين.

تواصلت أزمة فيردر بريمن بعد رحيل شاف عقب 14 عامًا من التألق مع الفريق، عندما قررت الإدارة تعيين روبين دوت خلفًا لمدرب آينتراخت فرانكفورت الحالي، اختيار سيء جدًا لمدرب أجهز على جيل ممتاز لباير ليفركوزن ومن قبله فرايبورج والنتيجة هي الحالة التي عاشها الفريق الموسم الماضي وخروجه من دوامة الهبوط آخر الأسابيع وحالته مع بداية هذا الموسم.

هامبورج
فريق لديه أموال جيدة جدًا، جماهير وفية وعظيمة، لاعبين جيدين، ولكن كم من الفساد الإداري جعل بيرت فان مارفيك المدرب الأسبق يقول "لقد أخطأت كثيرًا عند موافقتي على تدريب هامبورج، الأجواء غير صالحة لكرة القدم هناك!."

أزمة فريق الشمال هي إدارية بحتة، ليست أزمة لاعبين أو أزمة مدربين، فقد جاء لهامبورج خير مدربين ألمانيا كآرمين فيه وتورستن فينك وميركو سلومكا ومن قبلهم هوب ستيفز ومارتين يول، وجميعهم بلا استثناء تعرضوا للفشل رغم وجود لاعبين مميزن في فتراتهم.

حتى هذا الموسم رغم التدعيمات المميزة لكن الفريق يعاني، فالأزمة إدارية وليست فنية، على عكس بريمن مثلًا، فقطبي الشمال الألمانيين مختلفين في كل شيء تقريبًا، حتى عندما يسقطان إلى الهاوية سويًا.

فيليكس ماجات أسطورة هامبورج كلاعب عندما عُرض عليه تدريب الفريق الذي لم تغب شمسه طوال التاريخ عن البوندسليجا أجاب "رفضت ذلك الأمر، من الصعب العمل مع بعض الأشخاص الموجودين في الإدارة، هؤلاء لا يريدون مصلحة الفريق."

شتوتجارت:
البطل في 2007 مع مدرب مميز كآرمين فيه يتعرض لعثرات كثيرة منذ هذا اللقب الأخير له، مع تعدد المدربين وغياب اللاعبين الجيدين، أزمة شتوتجارت قريبة إلى حدٍ كبير من أزمة هامبورج ولكن باختلاف أن الكوادر الإدارية في فريق الجنوب فاشلة جدًا.

فمثلًا عند رحيل ماريو جوميز بقيمة مادية كبيرة تم تعويضه بـ 3 مهاجمين، في الموسم التالي رحلوا لفشلهم، فاختيارات اللاعبين والمدربين دائمًا لا تكون في محلها في إدارة شتوتجارت، ليست فسادًا بل فشلًا.

من أبرز ما حدث من أجل شتوتجارت كانت ثورة الجماهير على المدير الرياضي فريدي بوبيتش الموسم الماضي، ونتيجة لذلك رحل هذا الموسم بعد كم من الضغوطات الكبيرة على إدارة بيرند فالير.

رغم ذلك، فشتوتجارت هو الفريق الأفضل من بين هامبورج وبريمن، فهو الفريق الممتليء بأكثر من لاعب مميز ولديه مدرب كبير بعد تغير آرمين فيه هذا الموسم، ولكن الأزمة كما كانت الموسم الماضي والذي قبله الإدارة التي لم توفر الأموال للمدربين أو تختار لاعبين ومدربين ليسوا على المستوى.

هل ستعود الأندية الكبيرة بعد سقوطها إلى الهاوية؟
- بالنسبة لبريمن فمن الواضح أن الثنائي الحالي سكريبنيك وفرينجز يحضران جيلًا مميزًا من اللاعبين ولديهما القدرة على العودة خلال السنوات المقبلة، لكن في بريمن الأمر يحتاج لوقت طويل نوعًا ما، فاللاعبون غالبيتهم شباب ممزوجين إما مع كبار متهالكين أو لاعبين أقل من المتوسطين.

- هامبورج في حاجة إلى هيكلة إدارية شاملة ثم وقت للمدرب الحالي يوزيف تسينباور، هذا الأمر بدأ حاليًا في الحدوث، لذلك فإن عودة زملاء فان دير فارت قادمة خصوصًا ومع توافر الأموال، على عكس بريمن الذي يعاني من الناحية المادية أشد معاناة.

- شتوتجارت هو الأفضل حالًا نوعًا ما، فالفريق لديه حاليًا لاعبين في كل المراكز على مستوى جيد يؤهل الشفابينس للمنافسة على أقل تقدير على مركز مؤهل للدوري الأوروبي، والأمر الملفت أن شتوتجارت لديه مدرب عريق وكبير كهوب ستيفنز وأبرز المواهب الألمانية "تيمو فيرنر، أنتونيو روديجير" عنده، مع خبرات ككريستيان جينتنر وشفاب ومارتين هارنيك، يكون الفريق أكثر إكتمالًا، عودته هي الأسرع والأقرب.