مونديال البرازيل.. ليس للكبار فقط! مونديال البرازيل.. ليس للكبار فقط!
مونديال البرازيل.. ليس للكبار فقط!
بات من الواضح بعد انتهاء ثاني جولات مرحلة المجموعات بمونديال البرازيل أن المسافات بين منتخبات الشمال والجنوب، الكبيرة والصغيرة، المرشحة والمتواضعة أصبحت قصيرة.
وتحقق المثل اللاتيني القائل "ليس هناك عدو تافه" في النسخة العشرين من بطولة كأس العالم، فتأهلت كوستاريكا عن مجموعة الموت، وقدمت استراليا في مجموعتها أداء جيدا، وقاومت منتخبات مثل إيران أمام الأرجنتين وغانا أمام ألمانيا، والولايات المتحدة أمام البرتغال.
وأثبتت المباريات التي أقيمت حتى الآن بالبطولة أن الكبار ليس فقط هم المرشحون للقب الذي فقدته إسبانيا بخروجها المبكر من المونديال، مع ارتفاع أداء الفرق المتواضعة على المستوى الفني والخططي والبدني.
وعلى الرغم من أن البعض قد يعتقد العكس، بأن الفرق الكبرى وصلت في ظروف سيئة إلى البطولة بعد إنهاك لاعبيها في البطولات المحلية والقارية، لكن المؤكد أن الفرق الضعيفة لم تعد ضعيفة بعد.
الفرق التي كان يتوقع لها أن تكون "كمثرى طازجة" أو "سندريلا" المجموعات لم تعد موجودة، بعد أن قدمت كل المنتخبات المشاركة في مونديال البرازيل أوراق اعتمادها واثبتت حضورها في المعترك الكروي العالمي.
وأفزعت غانا ألمانيا، المنتخب القوي الذي يتولى تدريبه المدير الفني يواخيم لوف، والذي سحق البرتغال في مباراته الأولى برباعية نظيفة، لكن هداف المانشافت التاريخي ميروسلاف كلوزه، الذي عادل الرقم القياسي للبرازيلي رونالدو في عدد الاهداف بنهائيات كأس العالم، أنقذ نقطة لفريقه بصعوبة في المباراة أمام النجوم السوداء.
ولم تكن استراليا، الذي تحتل أسوأ موقع في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) خصماً سهلاً عندما خسرت امام تشيلي، وعقدت الأمور على هولندا التي خاضت المباراة وهي منتشية بفوزها العريض على إسبانيا. وخسر "الكانجارو" الاسترالي المباراة بسبب خطأ لحارس مرماه وبفضل خبرة المخضرمين في الطواحين الهولندية.
وظهر المنتخب الإيراني في البطولة كفريق صعب المراس ، وانتزع نقطة في مباراته الأولى أمام نيجيريا، وصمد حتى آخر دقيقة في مباراته أمام الأرجنتين، إحدى الفرق المرشحة للفوز باللقب، مع ظهور ليونيل ميسي ليخطف نقاط المباراة الثلاث لراقصي التانجو.
وكان يتوقع لكوستاريكا أن تكون حصالة المعارك في مجموعة الموت بين ثلاثة منتخبات سبق لها التتويج بكأس العالم، لكنها تصدرت المجموعة عن جدارة، وودعت انجلترا البطولة رسمياً بخسارتها في أول مباراتين، بينما تتنافس ايطاليا وأروجواي على بطاقة التأهل الثانية إلى الدور التالي.
وكان السيناريو نفسه متوقعاً للولايات المتحدة التي أوقعتها القرعة مع ألمانيا وغانا والبرتغال، فانتزعت فوزاً ثميناً في مباراتها الأولى امام النجوم السوداء وتعادلت معها البرتغال في وجود نجمها كريستيانو رونالدو بصعوبة في مباراتها الثانية.
ولم تنته مرحلة المجموعات حتى الآن، ويتوقع للمباريات الباقية أن تشهد الكثير من الإثارة وثورات جديدة من جانب فرق كان ينظر إليها قبل أسابيع على أنها صغيرة ولكنها اثبتت قدرتها على مقارعة الكبار.