إنضم رئيس نادي بايرن ميونيخ أولي هونيس لقائمة النجوم الرياضيين المدانين في قضايا تهرب ضريبي والمتورطين في تلك الفضائح المالية، والتي بسببها انتقلوا لساحات القضاء ليقدموا فاصلا من الاتهامات بالتهرب من دفع الضرائب رغم أن رواتب الشهرية ومكتسبات أقلهم المالية تتجاوز حاجز المليون يورو شهرياً، ولعل أبرز هؤلاء المتهربين من الضرائب الاسطورة الارجنتيني دييجو مارادونا وخليفته ليونيل ميسي والايطالي سيلفيو بيرلسكوني رئيس نادي ميلان السابق ولاعبة التنس الالمانية شتيفي جراف ومواطنها بوريس بيكر نجم التنس السابق والكاميروني صامويل ايتو والكولمبي رادميل فالكاو و هاري ريدناب واسطورة البيسبول بيتي روز.

وعندما نجد ان الرياضيين يدلون باحترامهم للقواعد العامة لتنظيم أداء واجباتهم الضريبية فانهم يكرسون أخلاقا جديدة في الالتزام بالقانون بفضل تحقيقهم لرواتب ودخول عالية جدا تتطلب الخضوع الى القانون الضريبي الذي يعد ميثاق أخلاق وواجب انطلاقا من مبدأ كل المواطنين سواسية أمام القانون الذي يدين المتورط في اختلاسات مالية وتهرب ضريبي بالسجن والغرامة.

وكان هونيس قد قدم استقالته بعد الحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات ونصف السنة بتهمة التهرب الضريبي. كما قرر عدم استئناف هذا الحكم وقضاء عقوبة السجن، لتهربه من دفع ضرائب قدرت بحوالي 27 مليون يورو وقيامه بسبع حالات خطيرة للتهرب من الضرائب.

واعترف هونيس بذنبه قائلا "لقد تهربت من دفع الضرائب أريد أن أعرب عن أسفي لتصرفي المشبوه"، وأوضح "هذا يتطابق مع تفهمي لتحمل مسؤولياتي". مضيفا "لقد طلبت من محاميي فريقي عدم التقدم بأي استئناف، التهرب من دفع الضرائب هو أكبر خطأ ارتكبته في حياتي، وأستقيل من منصبي كرئيس للمجلس الاستشاري لنادي بايرن ميونيخ، أريد تحاشي أي ضرر يمكن أن يلحق بالنادي".

صانع امجاد وانجازات بايرن ميونيخ خلال 44 عاما

ويعد هونيس (62 عاما) أحد أهم شخصيات كرة القدم منذ 40 عاما كلاعب ورئيس ناد على حد سواء، ويعرف لدى الجمهور بمزاجه العكر، ويواجه كاميرات التلفزيون بوجه محمر من الغضب بعد تصريحات في غير مكانها، ومن سخرية القدر، أنه شجب في واحدة من إطلالاته الأخيرة على إحدى محطات التلفزيون، المشروع الذي تقدم به اليسار الراديكالي لفرض ضرائب على المداخيل الكبيرة، وقال في هذا الصدد "الأغنياء يذهبون إلى النمسا وسويسرا ولم يقتطع أي شيء من أموالهم.

ويجد أولي هونيس اليوم نفسه في قلب إحدى أكبر فضائح الرياضة الألمانية وحكم عليه، لأنه تهرب من دفع الضرائب على أكثر من 27 مليون يورو من خلال عدم الإعلان عن العائدات التي يحصل عليها من البورصات السويسرية.ورأت مجلة "در شبيجل" الأسبوعية أنه في بلد كرة القدم الأهم في العالم، أثارت القضية كثيرا من الضجيج، لأنها طالت "شخصا يعد مثالا ونموذجا لألمانيا بأكملها".

وبقي هونيس، وهو ابن جزار من جنوب ألمانيا والذي استقبلته المستشارة انجيلا ميركل على العشاء، مديرا تنفيذيا للنادي البافاري على مدى 30 عاما قبل أن يصبح رئيسا لمجلس الإشراف، وأصبح يقود بيد معلم خبيرة أكثر الأندية الألمانية إحرازا للألقاب.

وتولى هيربرت هاينر الرئيس التنفيذي لشركة أديداس للمستلزمات الرياضية منصب رئيس بايرن ميونيخ خلفا لهونيس، وقال هونيس: "سأظل على اتصال مع هذا النادي الرائع ، والناس المحيطين به طوال حياتي"، وسيضطر بايرن ميونيخ حامل لقب ثلاثية الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا، إلى العمل بدون جهود هونيس للمرة الأولى منذ 44 عاما.

وحقق هونيس /62 عاما/ نجاحا منقطع النظير كلاعب مع بايرن ميونيخ الذي انضم اليه في عام 1970 ، حيث توج بثلاثة ألقاب أوروبية ، ولكن أداءه في الهيكل الإداري كمدير عام حقق طفرة هائلة في النادي البافاري حيث نقله إلى المستوى العالمي وجعله أحد أكبر الأندية الأوروبية.

وبعد انتهاء مسيرته كلاعب في سن السابعة والعشرين بسبب الإصابة في عام 1979 ، اتجه هونيس إلى العمل الإداري في بايرن حيث استغل علاقاته التي كونها من خلال امتلاكه مصنع للنقانق في ألمانيا في تحقيق صفقات رعاية هائلة للنادي البافاري على مدار 31 عاما من العمل.

واصبح هونيس رئيسا لبايرن ميونيخ في عام 2010 ، ليتواصل النجاح مع الفريق، ليتوج في نهاية المطاف بثلاثية البوندزليجا وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا في 2013 .

القائمة السوداء للمتهربين من الضرائب

أسطورة نابولي والمنتخب الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا كان متهما بالتهرب من دفع 39 مليون يورو للضرائب الايطالية رغم نفيه لتلك الإتهامات قائلا :" يؤسفني حقيقة أنه لايزال هناك أشخاص يعتقدون أنني محتال ضريبي ، ولكن أستطيع المشي ورأسي مرفوعة ، وأن أقول بكل قوة للعالم أنني لم أخذ أبداً ليرة من أي إيطالي ، ولقد كنت دائماً بريئاً ، وكنت أحترم دائماً المؤسسات والإيطاليين جميعاً ، وإنه ليس عادلاً إستخدام إسمي كرمز للتهرب الضريبي ، وسبق ان انتقد مارادونا الضرائب الايطالية قائلا :"أردت أن أكون مدربا لنابولي، لكن يجب أن تكف الحكومة الإيطالية أولا عن الحصول على 40% ضرائب من المدربين".

وهناك الارجنتيني ليونيل ميسي الذي تم تبرئته مؤخرا من التورط في قضية تهرب ضريبي مع دفع غرامة ، ويوجد أيضا الكاميروني صامويل ايتو الذي واجه عام 2012 عندما كان مهاجما لأنجي الروسي اتهامات بالتهرب الضريبي وكاد يذهب للسجن.


ومن كرة القدم الى عالم التنس حيث كان الالمانيان بوريس بيكر وشتيفي جراف ابرز المتورطين في قضايا تهرب ضريبي لدرجة ان بيكر كان يعيش في باريس وسويسرا للهروب من الضرائب الالمانية الباهظة بينما شهد عام 1996 تهرب تراوح بين 15-20 مليون جنيه استرليني لمواطنته شتيفي جراف، لكن اللاعبة الأسطورة نجت من اثبات التهم بينما تورط والدها في الفضيحة وقضت المحكمة بسجنه.

ومن المانيا الى ايطاليا نجد رئيس الوزراء ورئيس ومالك ميلان السابق سيلفيو بيرلسكوني صانع أمجاده متورط وما زال تحت التحقيق في قضايا تهرب ضريبي.

وفي انجلترا هناك هاري ريدناب مدرب توتنهام السابق وكوينز بارك رينجرز الذي نجا في عام 2012 من تحقيق معه بالتهرب الضريبي وجد فيه غير مذنب، وهناك اسطورة البيسبول بيتي روز الذي تم سجنه 5 أشهر بسبب عدم اعلانه دخلا قارب نصف مليون دولار.


7 مليون يورو = ضرائب فالكاو في العام بعد ارتفاعها في فرنسا

وكانت تقارير إسبانية قد أشارت إلى أن الكولمبي رادميل فالكاو البالغ من العمر 27 عاماً طلب رسمياً مغادرة موناكو على سبيل الإعارة بعدما تزايدت مشاكله بسبب خصم سبعة ملايين يورو من راتبه السنوي بسبب الضرائب التي تم فرضها أخيراً في فرنسا،وينص عقد الدولي الكولومبي بحصوله على 14 مليون يورو كراتب سنوي، لكنه يحصل على سبعة فقط بعد خصم الضرائب.

وقامن أندية الدرجة الأولى والثانية في فرنسا بإضراب يوم 30 نوفمبر الماضي احتاجا على قرار رفع الضريبة على الدخل الذي يتجاوز مليون يور ل75 في المائة. وتعد الضريبة على الدخل مرتفعة في فرنسا (قبل القرار) وهو ما جعل عدة لاعبين يهربون نحو دوريات أخرى وهو شيء أفاد كرة القدم الفرنسية على صعيد المنتخب، لكن الأندية تراجعت على الصعيد القاري وستزداد تراجعا بعد رفع الضرائب.