"ملائكة وشياطين".. ريال النزاعات في مهب رياح الاعلام "ملائكة وشياطين".. ريال النزاعات في مهب رياح الاعلام
"ملائكة وشياطين".. ريال النزاعات في مهب رياح الاعلام
تقول المؤشرات أن ريال مدريد الإسباني على شفا حرب داخلية بسبب التصريحات المتتالية الأخيرة المتبادلة بين اللاعبين ومدربهم البرتغالي جوزيه مورينيو التي كانت تخرج بين الحين والآخر منذ بداية الموسم، إلا أن حدتها ازدادت مؤخرا بعد الاخفاق في التأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا، الأمر الذي استغلته الصحافة بصورة قوية لاكساب المزيد من الاثارة على الأمر.
الخلافات الداخلية بين جوزيه مورينيو وبعض اللاعبين أصحاب الثقل مقلقة بالفعل بالنسبة لعشاق الريال، ولكن الاعلام، وبالأخص صحيفتي (ماركا) و(أس) الأوسع انتشارا في إسبانيا كان لهما دورا في توسيعها وربما اكسابها صدى، فقد كان الداهية البرتغالي هو من غرس بذرة العداء في بداية الأمر بعدما قرر الغاء المقابلات الصحفية الخاصة للاعبين مع وسائل الاعلام منذ ثلاث سنوات، وكانت كل التصريحات التي تستقيها الصحف بناء على كلمات قصيرة تلتقطها من اللاعبين في المنطقة المختلطة بالملاعب بعد المباريات.
الأمر اكتسب أبعادا جديدة مؤخرا بعد الاقصاء من البطولة، بسبب تصريحات بعض اللاعبين ومنهم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي أكد انه غير مهتم بمسألة مستقبل مورينيو مع الملكي وهل سيبقى أم لا وأن كل ما يهتم به هو نفسه وريال مدريد.
زادت حدة الموضوع تصريحات البرتغالي بيبي عقب مباراة بلد الوليد بالليجا يوم السبت والتي قال فيها بخصوص اجلاس قائد الفريق إيكر كاسياس من قبل مورينيو على دكة البدلاء انه يجب "التعامل مع كاسياس بالمزيد من الاحترام"، في أمر فسره البعض على أنه تخلي ل"العشيرة البرتغالية" الموجودة في الريال عن مورينيو.
بداية المشكلة كانت عند كاسياس، الذي لا يمكن انكار الدور الذي لعبه في الدفاع عن عرين الملكي طوال السنوات الماضية، ولكن ما أثير بخصوص أنه ينقل أخبار الفريق للاعلام عن طريق رفيقته العاطفية كانت القشة التي قصمت ظهر البعير في العلاقة مع مورينيو.
كل هذا بخلاف تلميحات مورينيو الأخيرة إلى أن كاسياس يتعامل بتعال ويظن انه يتمتع بوضع مختلف عن باقي اللاعبين في الفريق، وأيضا أن مستواه في التدريبات ليس جيدا بصورة كافية.
الملفت للنظر في الأمر ان صحيفتي (ماركا) و(أس) بصفتهما صاحبتي نزعة مدريدية لعبت منذ مجيء مورينيو وربما قبله حينما كانت المفاوضات جارية للتعاقد معه دورا في اكساب صفة "شيطانية" أو"ملائكية" له أو أي من اللاعبين بصفة عامة على حسب متغيرات الوضع.
فقبل أي خلافات مع مورينيو وكاسياس وقبل مجيء الأخير، كانت جريدة (أس) أجرت استطلاعا حول حاجة الريال لحارس جديد يكون بديلا لكاسياس، وكانت النتيجة هي الموافقة بنسبة تخطت 70%، ولكن في الوضع الحالي أصبحت هي ووسائل اعلام أخرى تتحدث عن أن قرار مورينيو باجلاس كاسياس احتياطيا لم يكن "صائبا"، فقط لأن الوضع أصبح مهيئا على الساحة العامة لازاحة مورينيو من على الساحة.
صحيفة (ماركا) من ناحيتها هي الأخرى سبق وكررت الأمر بصورة مختلفة قبل التعاقد مع مورينيو، بل انها ربما كانت احدى وسائل الضغط على ادارة النادي للوصول إليه بتهيئة المناخ العام بأنه الرجل المناسب لاخراج الفريق من "كبوة بيليجريني" والوصول للقب العاشر لدوري الأبطال.
نفس الصحف التي قامت ب"شيطنة" بيبي بسبب طابعه العنيف، هي اليوم التي نشرت تحليلات على ضوء تصريحات المدافع البرتغالي الأخيرة المتعلقة باحترام كاسياس، والتي ربما كان صادقا فيها وربما كانت خرجت في محاولة منه لتأكده من أن مورينيو سيرحل ورغبته في البقاء بين جدران الملكي.
ما يزيد الأمر غموضا وربما تكشف عنه الأيام المقبلة بعد نهائي كأس الملك الذي يسعى الريال للتتويج به هذا الموسم لتهوين ضياع فرصة لقب دوري الأبطال العاشر ولقب الليجا الشبه محسوم لصالح البرسا، هو أن كل الأطراف لم تتحدث بصراحة عن حقيقة الخلافات وسببها الحقيقي سواء مورينيو او كاسياس أو حتى كريستيانو الذي ظل "حزينا" لفترة في بداية الموسم ولم يعلن عن سبب الأمر.